سيكون المدافع المغربي أشرف حكيمي والمهاجم الفرنسي كيليان مبابي محور المواجهة المرتقبة بين المنتخبين في نصف نهائي كأس العالم قطر 2022، يوم الأربعاء، في استاد البيت، في واحدة من أهم المباريات في تاريخ كرة القدم العربية والأفريقية.
والعلاقة القوية التي تجمع اللاعبين، والصداقة التي تربطهما، ستغيب طوال المباراة بحكم التنافس القوي والرغبة في التأهل إلى النهائي، ولكن ذلك لا يخفي أن هذه الصداقة تعتبر حالة فريدة في السنوات الأخيرة، حيث لا يتوانى كل لاعب عن الظهور مع الآخر في العديد من المناسبات.
وظهر مبابي في ضيافة حكيمي في العديد من المناسبات الخاصة بعيدا عن أجواء المباريات الرسمية، بل إن مبابي لم يتردد في زيارة حكيمي خلال نهائيات كأس العالم في قطر في مؤشر إضافي إلى قوة العلاقة بينهما، وهي المناسبة الثانية التي يتواجه فيها اللاعبان بعد تنافس سابق في دوري الأبطال عندما كان حكيمي لاعباً في دورتموند، ولكنها الأولى منذ انطلاق حكيمي للباريسي، وهذه الصداقة ليست الوحيدة في عالم كرة القدم التي تتحول إلى تنافس "شرس" على الميدان.
ويحتفظ تاريخ كأس العالم بعديد المواجهات الثنائية الطريفة بين لاعبين في فريق واحد ولكنهما يتواجهان مع منتخبي بلاديهما، حيث كان الأوكراني أندريه شيفتشنكو نجم ميلان الإيطالي سابقاً خصماً عنيداً لرفاقه في مونديال 2006، ولكن خبرة إيطاليا حسمت النتيجة.
كما تأثرت علاقة البرتغالي رونالدو بالإنكليزي واين روني، خلال مباراة في مونديال 2006 عندما طالب رونالدو بطرد زميله في مانشستر يونايتد، قبل أن يحتفل بانتصار البرتغال وتأهلها، وهو ما جعله منبوذا في البداية من قبل عديد اللاعبين من فريقه.
ويحتفظ التاريخ بمشهد رائع جمع الفرنسي زين الدين زيدان وزميله في ريال مدريد البرازيلي رونالدو في إحدى المباريات التي شهدت تأهل فرنسا على البرازيل في نهائيات كأس العالم، حيث كان الثنائي الساحر في قمة العطاء والتألق.
وشهد مونديال 2006 حالة أخرى، جمعت الفرنسي ديفيد تريزيغيه بدفاع فريقه يوفنتوس في نهائي المسابقة، حيث كان تريزيغيه من رموز النادي الإيطالي ووجد نفسه في مواجهات ضد رفاقه، وقد توجه إليه اللاعبون من أجل دعمه معنوياً بعد أن أهدر ركلة جزاء.
ومثل هذه الحالات حصلت كثيرا في عالم كرة القدم، مثلما وقع في عام 1990 بين إيطاليا والأرجنتين في نصف نهائي المونديال عندما واجه مارادونا رفاقه السابقين أمام جماهير نابولي وأبكاهم حزناً على وداع المونديال وفرحة بتأهله، بما أنّه كان معبود الجماهير في مدينة نابولي.
عندما يتواجه الأصدقاء يكون المشهد مثيراً، مثلما حصل بين البرتغالي رونالدو والفرنسي بنزيمة في بطولة أوروبا للأمم، حيث هبّ رونالدو لدعم زميله السابق في ريال مدريد وكان تعامله معه لطيفاً يعكس امتنانه لما قدمه له طوال مسيرتهما في الريال.
أمّا أكثر المشاهد إثارة فكان في نهائي "كوبا أميركا"، عندما هزم ليونيل ميسي زميله نيمار، واختلطت دموع نجمي برشلونة سابقاً بعد اللقاء، قبل أن يستعيدا البسمة بعد أسابيع قليلة عندما انضم ميسي إلى باريس سان جيرمان واجتمع مع رفيقه السابق.